وأما ما ورد فى صحيح مسلم وغيره من أن والد النبى عليه الصلاة والسلام فى النار فهذا سيأتينا إن شاء الله إخوتى الكرام تفصيل الكلام فيه موسعا، إن شاء الله هو بيين أن الحديث صحيح ولا إشكال فيه، لكن لابد من الجمع بين الأدلة، هذا حديث يصرح بأنه فى النار، عندنا بعد ذلك أدلة تخبر أن الله لا يعذب إلا بعد قيام الحجة {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} ، {لتنذر قوماً ما أنذر أباءهم فهم خافلون} ، {لتنذر قوما ماأتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون} ، وكل من يلقى فى النار يقر على نفسه بأنه جاءته رسل العزيز الغفار {كلما ألقى فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلا} ، فلوا قيل هذا لعبد الله أو لأمنة، قالوا: ما جاءنا نذير، ما يقولون بلا، ما جاءهم نذير، وهم فى زمن الفترة وضياع، إنما كل من سيلقى فى النار، ألم يأتيكم نذير قالوا: بلا، قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا، والله جل وعلا قال {ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى} ، وقال جل وعلا {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم} ، وهو النبى عليه الصلاة والسلام {فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا استكبارافى الأرض ومكر السىء} وهذا فى حق من كفر فكل من سيدخل النار بلغته دعوة العزيز القهار {وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين} .