والروايات الأخرى بمعناها، وحليمة السعدية رضي الله عنها عندما سعدت بخير البرية على نبينا صلوات الله وسلامه وأرضعته، بعد زهدها هى والمرضعات فيه كما فى الروايات الأخرى فى صحيح ابن حبان عن حليمة عندما زهدت فيه هى والمرضعات، وكان عادة النساء فى البادية يأتين إلى مكة ويأخذن الأطفال من أجل إرضاعهم، وكانت هذه عادة فاشية فى العرب يرسلون أولادهم إلى البوادى من أجل أن يرضعوا ليعيش الولد ويستنشق هواء البادية ويسرح نظره بعيدا فليس هناك جدران ولا حواجز، يصاب الإنسان بكلال فى البصر وقصر النظر من هذه الحواجز، وحقيقة أولادنا عندما عاشوا فى علب من الكرتون لكن يعنى هى حجارة لكن كصور علب الكرتون، ترى الولد منا يعنى فى سن العاشرة ويريد أن يركب النظارة، لأن هذا النظر منحسر منكسر هنا جدار يصدمه وهنا باب يضربه، هذا النظر لا يأخذ مداه، فكانوا يرسلونه إلى هناك ليستنشق الهواء ويجد حر الشمس، وطلاقة الجو، وبعد ذلك هذا الفسيح، هذا كان العرب يفعلونه، فكانوا يرسلون أولادهم إلى البادية من أجل الرضاعة، فلما جاء المرضعات ليأخذن الأولاد لإرضاعهم، كل من عرض عليها حبيبنا محمد عليه صلوات الله وسلامه كانت تسأل من أبوه؟، فيقال لها ميت، يقول: أمه حية؟ تقول: وما عسى أن تفعل أمه، يعنى ماذا ستعطينا أمه؟ امرأة مهما جابت ستجيب بمقدار، أما الأب إذا كان على قيد الحياة هذا يكدح ويحصل ويعطينا كثيرا، أما أمه ماذا تعطينا؟ فأخذ المرضعات أولاداً وحليمة ما حصلت ولداً تأخذه، فقالت لزوجها: أرى أن نأخذ هذا اليتيم على نبينا صلوات الله وسلامه، لعل الله يبارك لنا فيه، قال: إن شئت، فأخذته، هى لما جاءت جاءت على أتان أنثى الحمار، وكانت عجفاء هذيلة يخاصمها قومها من أجل أنها تتأخرعنهم وينتظرونها، وكان معها شارف، وهى ناقة مسنة، صبى ترضعه من رحمها وبطنها ولدته، فكانت تقول: لا يكفيه ما فى ثديى من اللبن، وإذا اردنا أن نحلب الشارف الناقة المسنة