وأختم هذا بأمر ضرورى يتعلق يخَلْقه، الا وهو حفظ بدنه وحفظ أبدان الأنبياء جميعاً وعلى نبينا وعليهم جميعا الصلاة والسلام، حفظ أبدانهم عليهم جميعا صلوات الله وسلامه من البلا والفناء، فالأرض لا تأكل أبدانهم ولا يتغيرون عن الحالة التى يوضعون فيها فى قبورهم على نبينا وعلى أنبيناء الله ورسله صلوات الله وسلامه ولهم فى البرزخ حياة كاملة كاملة لا تشبهها حياة الشهداء ولا غيرهم فحياتهم أكمل حياة من فى البرزخ كما أن حياتهم فى هذه الحياة هى أكمل حياة كما أن حياتهم بعد الممات وبعثة المخلوقات هى أكمل حياة وأتمها هذا هو حال أنبياء الله ورسله على نبينا وعلى جميع الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه، فقبل أن أتكلم إخوتى الكرام على هذه الأمور الثلاثة وأختمها بألمر الرابع وهو ضرورى ويتعلق بخَلْق النبى على نبينا صلوات الله وسلامه، كان فى ظنى أننى سأتعرض فى الموعظة الماضية لقصة ركانة التى رواها أهل السير وانقضت الموعظة وما امكن الكلام عليها وأحب أن أذكركم بها وقد رواها اهل السير قاطبة وكان هذا الرجل ركانة بن يزيد اشد الناس بأساً فى الجاهلية ولا يستطيع أن يصرعه أحد، وكان إذا وضع رجله على الشىء على أديم أو غيره لا يستطيع أحد أن يسحبه من تحت رجله بحيث غذا شدوه وكانوا أقوياء يبقى ما تحت رجله ويتقطع ما عداه، أما ما تحت رجله ما يمكن أن يخرج ولا أن يتزحزح، وقصته رواها أهل السير وتعرض لها أهل السنن رواها الإمام الترمذى وأبو داود فى سننهم، لكن إسناد الأثر فى السنن ضعيف ولذلك قال الإما الترمذى غريب إسناده ليس بالقائم فى قصة مصارعة ركانة لنبينا عليه الصلاة والسلام، لكن هذا الأمر كما قلت: مستفيض مشهور عند علماء السيرة، انظروا الجزء الأول من السيرة النبوية للإمام ابن هشام وهى أخر شىء فى الجزء الأول، أمر ركانة المطلبى ومصارعته للنبى صلى الله عليه وسلم، وغلبة النبى صلى الله عليه وسلم له وأية الشجرة.،