الصحابة عليه يسلمون عليه ويثنون عليه دخل شاب من الأنصار فأثنى على عمر فلما ولى رضي الله عنهم أجمعين وجده يجر إزاره فناداه وقال له: ارفع ثوبك فإنه أنقى لثوبك، وفى رواية أبقى لثوبك وأتقى لربك، يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه كما فى تاريخ المدينة المشرفة على نبينا صلوات الله وسلامه لعمر بن شبة رحم الله عمر لم يمنعه من قول الحق ما كان فيه يعنى بطنه مفتوحة والدماء تسيل منه وهو على فراش الموت وما هى إلا لحظات حتى يفارق الدنيا ومع ذلك ما منعه من قول الحق هذه الحالةالتى هو فيها مع ذلك أمر بمعروف ونهى عن منكر إرفع ثوبك، فالرفع أنقى لثوبك من الأوساخ، أبقى لثوبك لأنه إذا اتسخ وغسلته يتلف ويتمزق، فيبقى فترة أطول، أبقى وأنقى ثم أتقى لربك جل وعلا، هذا هو الحكم الشرعى فما يسير عليه بعد ذلك بعض الناس على حسب أعرافهم عرف جاهلى، كل عرف ينبغى أن يطرح إذا خالف ما جاء فى شريعة الله المطهرة، وتقدم معنا عرف معتبر وعرف منكر، فكل عرف عارض نصاً شرعياً فهو عرف منكر ينبغى أن يلغى وألا يعتبر، وإذا أراد الإنسان أن يسير على عرف قومه وعادة آباءه وأجداده فلا داعى إذاً لا لإرسال رسل ولا إنزال كتب، كل أمة ما تقول ما قاله الضآلون قبل هذه الأمة {إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا غلى آثارهم مقتدون.} ، هذا لا يصلح ويصح، فلا بد من تحكيم شريعة النبى عليه الصلاة والسلام فى جميع شئون الحياة {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما} .