وهنا لفظ الأمة بمعنى الملة والدين، {بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة..} على ديانة متبعة على نحلة على ملة على شريعة، {وإنا على آثارهم مهتدون.قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون،} والآية الت قبلها {وكذلك ما أرسلنا من قبلك فى قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة ... } ، أى على ديانة ونحلة وشريعة متبعة {وإنا على آثارهم مقتدون، قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون} ، إذاً طاغوت العرف والعادة من عكف عليه كما تقدم معنا فهو مقطوع عن كل خير ممنوع، لذلك لا يوجد حجة فى دفع نور الله وهداه والإعراض عن رسل الله الكرام عليهم صلوات الله وسلامه إلا هذا الأمر إتباع العادات وتقليد الآباء والإلتزام بالعرف الضآل، وهذا كما قلت له أثر خبيث فكثيرٌ من الناس شطوا وضلوا وهلكوا بسبب العرف وهو أعظم طاغوت عدى به رسل الله الكرام عليهم صلوات الله وسلامه.