قال أئمتنا المفسرون: لفظ الأمة جاء فى القرآن بخمسة معانى، أولها: بمعنى الملة، { ... إنا وجدنا آباءنا على أمة..} ، على ملة، {كان الناس أمة واحدة..} على ملة واحدة، وهى التوحيد الخالص، يأتى التوحيد بمعنى الملة وهو المراد هنا، ومنه على ملة عبد المطلب، كما يأتينا فى قول أبى طالب أى على دينه.
ويأتى لفظ الأمة بمعنى الجماعة ومنه {لما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون....} ، جماعة.
ويأتى بمعنى القائد المتبع فى الخير الذى يعدل أمة بنفسه {إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يكن من المشركين..} .
ويأتى لفظ الأمة بمعنى الجيل والزمن والدهر والوقت ومنه قول الله {ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه..} ، وقول الله جل وعلا {وقال الذى نجا منهما وادكر بعد أمة ... } ، أى بعد حين وبرهة ووقت.
فهذا المعنى الذى يأتى إليه لفظ الأمة وهو المعنى الرابع وغالب ظنى بقى معنا الخامس وهو قول الله جل وعلا {وما من دآبة فى الأرض وطائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم..} ، جمع أمة، فالأمة هنا بمعنى الصنف، إلا امم أمثالكم: أى أصناف أمثالكم، فهذه المخلوقات أصناف أمثالكم تتوالد وتعرف بعضها وتتخاطب فيما بينها وكل منها يعرف فاطرها وخالقها ويسبح بحمده سبحانه وتعالى، إلا أمم أمثالكم.