ثبت فى صحيح مسلم وسنن ابن ماجة ودلائل النبوة للإمام البيهقى عن أنس رضي الله عنه قال: قال أبو بكر لعمر رضي الله عنهم أجمعين، تعال لنزور أم أيمن كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها، وهى حاضن النبى عليه الصلاة والسلام وهى أمه بعد أمه رضي الله عنها وأرضاها، وهى أم أسامة بن زيد زوج حب رسول الله عليه الصلاة والسلام، زيد بن حارثة رضي الله عنهم أجمعين، فلما دخل عليها أبو بكر وعمر بعد موت النبى عليه الصلاة والسلام بدأت تبكى فقالا لها: ما يبكيكى يا أم أيمن، فما عند الله خير لرسوله عليه الصلاة والسلام، قالت: أعلم أن ما عند الله خير لرسوله ولكن أبكى لأن الوحى قد انقطع من السماء....، إخوتى الكرام: وقد شعر الصحابة الكرام رضوان الله عليهم بهول هذه المصيبة وشدتها فكان رجاء لهم فصار رجية ورجأ ومصيبة وقعت عليهم فى فقده عليه صلوات الله وسلامه، يقول أنس رضي الله عنه، كما فى مسند الإمام أحمد وسنن الترمذى وابن ماجة: لما كان اليوم الذى دخل فيه النبى صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء فيها كل شىء فلما كان اليوم الذى مات فيه النبى صلى الله عليه وسلم فى المدينة أظلم فيها كل شىء، والله ما نفضنى أيدينا عن تراب النبى عليه الصلاة والسلام حتى أنكرنا قلوبنا، والأثر وراه عنه الإمام الدارمى والحاكم فى المستدرك والبيهقى، قال أنس رضي الله عنه: شهدت اليوم الذى دخل فيه النبى صلى الله عليه وسلم المدينة فما رايت يوماً أحسن ولا أضوأ من ذلك اليوم، وشهدت اليوم الذى مات النبى صلى الله عليه وسلم فى المدينة فما رأيت يوماً أظلم ولا أقبح من ذلك اليوم، على نبينا صلوات الله وسلامه........ وهذا الشعور الذى عند أنس رضي الله عنه وأرضاه شعر به جميع الصحابة الكرام.