كنا إخوتى الكرام نتدارس الشق الأول من الأمر الأول ألا وهو النظر لخَلْقالنبى عليه الصلاة والسلام وقد قلت فيما مضى إن الله أعطى رسله وأنبياءه على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه، أعطاهم الكمال فى خَلْقهم وخُلُقهم، ففى خلقهم وخلقهم كمال من جلال وجمال كما تقدم معنا، وأخذنا الشق الأول لنتدارسه وكان فى ظنى أن نجمل الكلام عليه فى موعظة أو موعظتين، لكن الدروس فيما يبدو ويظهر زادت على خمسة دروس فى الشق الأول فى بيان ما يتعلق بخَلْق النبى عليه الصلاة والسلام وجهه دلالة ذلك على أنه رسول الله حقاً وصدقاً على نبينا صلوات الله وسلامه، وهذ عليه الصلاة والسلام هـ الدروس أقول وإن طالت فى هذا الجانب فهى فى الحقيقة قطرة من البحر الذى عليه نبينا عليه الصلاة والسلام فى خَلْقه من الكمال من جلال وجمال، من ملاحة وبهاء على نبينا صلوات الله وسلامه، وإذا فاتنا أن نصحب النبى صلى الله عليه وسلم وأن نمتع العينين بالنظر إلى نور وجهه الكريم الشريف عليه صلوات الله وسلامه وفداه أنفسنا وآباءنا وأمهاتنا فلا أقل من أن نطيل الحديث بعض الشىء فى وصف بدنه وخَلْقه وجسمه الشريف على نبينا صلوات الله وسلامه.