نعم هذا حالنا في هذه الأيام فيمن يدعي الحديث وفيمن يدعي الفقه ومع هذه الحالة المزرية التي تعيشها هذه الأمة المباركة نشهد مجلاتٍ منكرةٍ ماكره نحو فقه أئمتنا المباركة، ففريق يطالب بمد المذاهب ويدعي أنه يريد أن يعيد الأمة إلى كتاب الله وسنة نبيها عليه الصلاة والسلام وكأن الأمة، فيما يزيد على عشرة قرون كانت على ضلال ولم تكن على كتاب الله ولا على سنة نبينا عليه الصلاة والسلام، وهؤلاء لا يريدون للأمة إلا ضياعاَ مع ضياعهم وفريق آخر يدعى الصلاح والرشاد والاجتهاد ويريد أشنع وأخبث أنواع الفساد عندما يريد أن يلغي مذاهب أئمتنا الكرام من أجل بعد ذلك أن يهوس في دين الرحمن لما يريد من أجل بعد ذلك أن يوفق ويطوع الإسلام طفاهيم الحياة الغربية في هذه الأيام أناس يدعون العودة إلى الكتاب والسنة، وأناس يدعون الاجتهاد وأنهم زادوا رتبة على أئمتنا الكرام المتقدمين، ثم آل اجتهادهم إلى التوفيق والترقيع بين دين الله وبين قوانين الشياطين، وسيأتين نموذجاً لهؤلاء وهؤلاء بعد المعالم التي كنت وعدت بذكرها في آخر الموعظة الماضية، أفتتح بها هذه الموعظة وأقرر بها هذه المعالم التي ينبغي أن تنقش في قلوب العباد وأن يشرح كل معلم منها في مواعظ لتعلم الأمة أين تسير والتحذير التضليل والأباطيل.