فلما برز له ذاك هرب أبو إسحاق أمامه حتى فصله عن الجيش بعيدا ثم ضربه بعمود كان معه فقطعه نصفين وكان أبو إسحاق يحمل عمودا وما فارفه هذا إلا عندما شاخ فخفف وزنه يزن ثمانية عشر منا والمن يساوي رطلين والرطل عند السادة الحنفية 455 غراما وعليه العصا التي يحملها يزيد وزنها على سبعة عشر كيلو وأما الرطل عند السادة المالكية فهو 56ٍ322 غراما وأما عند السادة الشافعية والحنابلة 324 غراما وعليه على تقدير الشافعية والمالكية والحنابلة لا تقل عن أحد عشر كيلو يحملها بيده عمود فلما شاخ حمل عمودا وزنه أربعة وعشرين رطلا فلما علم جعبويه بالأمر أرسل خمسين فارسا في طلبه فهرب أمامهم وجلس تحت أكمة في منخفض التل فكان كلما رقى واحد ونزل لأجل أن يلحق أبا إسحاق ضربه بالعمود فقطعه نصفين فقتل تسعة وأربعين ثم قبض على مكمل الخمسين فقطع أنفه وأذنيه وقال لو أنه بقي غيرك لقتلتك لكن اذهب وأخبر جعبويه ومن معكم خبر المسلمين.
انظروا ترجمته العطرة الطيبة في سير أعلام النبلاء في الجزء الثالث عشر صفحة 37 فما بعدها يقول الإمام الذهبي عليه وعلى أئمتنا في مطلع ترجمته هو الإمام الزاهد العابد المجاهد فارس الإسلام ثم أورد له قصة عجيبة غريبة يقول فيها أخرج أبو إسحاق السرماري سيفه فقال أعلم يقينا أني قتلت به ألف كافر وإن عشت قتلت به ألفا أخرى ولولا خوفي أن يكون بدعة لأمرت أن يدفن معي ثم ختم الإمام الذهبي بقوله أخبار هذا الغازي تسر قلب المسلم ثم قال إنه كان مع فرط شجاعته من العلماء العاملين والعباد الزاهدين رحمة الله عليه وعلى أئمتنا أجمعين.