ولذلك إخوتي الكرام: إن أمكن الإنسان أن يباشر الذبح بنفسه فليحرص عليه أو فليحضر أو فليوكل لكن لا بد من أن يذبح عنده في بيته إذا كان مستطيعاً وليرسل ما شاء إلى بلاد الله جل وعلا وأما آخر الأمور المتعلقة بهذه التنبيهات وعيون المسائل في الأضحية إذا ذبحت الأضحية فالمستحسن لك فيها ونحوها أن تأكل ثلثا وأن تدخر ثلثا وأن توزع على عباد الله ثلثا ما بين صدقة وهدية كما تريد ولو خالفت هذا فليس عليك حرج لو قدر أنك وزعت النصف أو أكلت الكل لكثرة أفراد الأسرة فلا حرج ولا يتعين عليك شيء تلزم به لكن إذا وزعت وتصدقت وأهديت فتقدم هذا بين يديك وهذا أعظم لأجرك عند ربك جل وعلا ثبت في المسند وسنن الترمذي بسند حسن من حديث أمنا عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم ذبح شاة وأمرهم بتوزيعها فقال لأمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها ماذا بقي منها فقالت ما بقي إلا كتفها فقال عليه الصلاة والسلام بقي كلها غير كتفها بقي كلها لأن ذاك الذي وزعناه بقي لنا عند الله جل وعلا إلا هذه الكتف لم يبق لأننا سنأكله ويفنى إخوتي الكرام هذه المعاني لابد من استحضارها عند الأضحية.
أسأل الله أن برحمته أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه أقول هذا القول وأستغفر الله الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله خير خلق الله أجمعين.
اللهم صل على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا وارض اللهم عن الصحابة الطيبين وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم اغفر ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.
اللهم صل على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسمل تسليما كثيرا.
اللهم أغفر لأمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.