الأمر الخامس: إخوتي الكرام أحب أن أنوه إلى أمر كثر السؤال عليه في هذه الأيام ألا وهو إرسال الأضاحي إلى بلدان أهل الإيلام لتذبح هناك لما في تلك البلاد من حاجة وفقر إن هذا عمل طيب وشعور حسن يثاب الإنسان عليه لكن ينبغي على المؤمن أن يجمع بالحسنيين المقصود من الأضحية كما قلت التوسعة على النفس والأسرة والأهل والجيران وإظهار شعائر الإسلام فما ينبغي لك أن تفرط في هذه الأضحية ثم بعد ذلك إذا أردت أن ترسل صدقة ليذبح عنك أضحية وأضحيتان وثلاثة وأكثر تقربا إلى الله وصدقة على عباد الله المحتاجين فهذا أعظم لأجرك عند رب العالمين اذبح أضحيتك هنا ولا بد من هذا تم بعد ذلك أرسل ما شئت ليذبح بالبلاد الأخرى من أضحية أو من مائة أضحية صدقة لله جل وعلا وإذا أردت ألا تكثر في الإرسال وما تريد إلا أن تذبح أضحية واحدة وتقول إما هنا وإما هناك فحقيقة إذا كانت الأضحية هنا تقرب قيمتها مثلا من ألف ريال مثلا لو أخذت واحدة متوسطة في حدود خمسمائة أو سبعمائة أو أو وأرسلت ما يزيد من قيمتها ليذبح في أضحية أخرى هناك لكان هذا أولى المقصود وينبغي أن تحافظ على هذا الشعور ألا وهو مساعدة عباد الله وأن تحافظ على هذه الشعيرة أيضا في بلدك وفي بيتك مع أهلك تعظيما لشعائر ربك ليعلم الأولاد أن هذا يوم عيد يوم بهجة أمر الله بهذه الأضحية ثم بين لهم هذه المعاني فيها هذا أيضا مقصود وإذا ما أردت أن ترسل إلى هناك إلا من هذه الأضحية فاجمع بين الحسنيين أضحية متوسطة وأرسل الزائد من القيمة إلى هناك ليذبح في أضحية أخرى وأما أن تمنع نفسك أو أسرتك من الذبح مطلقا ومن هذه الأضحية وتقول أرسل إلى مثلا أهلي في بلد آخر أو إلى الفقراء من المسلمين في بلدان أخرى كما قلت مع منزلة هذا الشعور وحسنه ينبغي أن يضم إليه الجانب الثاني.