ولذلك قال الإمام الحاكم عقيب هذه الرواية قال " والوصل زيادة ثقة فهي مقبولة والحديث صحيح ثابت عن نبينا صلى الله عليه وسلم من وجد سعة لأن يضحي فلم يضحي فلا يقربن مصلانا وقد ذهب فقيه الملة الإمام أبو حنيفة رحمة الله ورضوانه عليه ووافقه على ذلك عدد من أئمتنا الكرام كإمام أهل مصر الليث بن سعد وإمام أهل الشام الإمام الأوزاعي وذهب إلى ذلك ربيعة شيخ الإمام مالك وإلى هذا القول ذهب بعض المالكية وهو قول للإمام المبجل أحمد بن حنبل أيضا رضوان الله عليهم أجمعين إلى أن الأضحية واجبة فمن كان مقتدرا ولم يضح فهو عاص آثم مرتكب للكبيرة ويجب عليه أن يضحي مهما طال الوقت فهي دين في رقبته لا تسقط عنه نعم إن ضحى هذه الأضحية في اليوم الأول وفي الأيام الثلاثة الآتية كما سيأتينا فقد حصل الأجر وإلا فعليه وزر وينبغي أن يعيد الأضحية ولو بعد عشرين سنة.

فلا تسقط هذه الأضحية عند هؤلاء الأئمة الكرام بناءاً على القول بوجوبها فهي كالزكاة إذا لم تؤدها ولم تخرجها ومضى عليك سنوات وسنوات ينبغي أن تخرج هذا الحق الذي جعله الله في مالك وهكذا هذه الأضحية إخوتي الكرام لا بد من القيام بها فمن وجد سعة لأن يضحي فلم يضح فلا يقربن مصلانا والحديث كما قلت صحيح وغاية ما اختلف في رفعة وفي وقفه والمعتمد الرفع فهي زيادة ثقة وهي مقبولة وإذا كان كذلك فليس بعد هذا التحذير تحذير أن يزجر الإنسان عن حضور مصلى العيد وأن منع من مشاركة المسلمين في هذا اليوم البهيج لأنه فرط في أعظم شعائر هذا اليوم ألا وهي الأضحية التي ينبغي أن يتوب بها الإنسان إلى الله جل وعلا إخوتي الكرام هذه هي سنة المسلمين وهذا هو عمل المسلمين أضحيته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015