فإن قيل: لها علامات؟! نقول: كيف لا!! وقد أرشد إليها خير البريات عليه الصلاة والسلام، ليس المقصود من إقامتها القيام فيها فقط، إنما المقصود قيام مع موافقة ففي المسند ومعجم الطبراني بإسناد صحيح في الحديث المتقدم، من رواية عبادة ابن الصامت رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً ثم وُفّقت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر] .

وفي صحيح مسلم من رواية أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [من يقم ليلة القدر إيماناً واحتساباً فيوافقها غفر له ما تقدم من ذنبه] .

وفي مسند الإمام أحمد والسنن الأربعة إلا سنن أبي داود، والحديث رواه ابن حبان والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين، وأقره عليه الإمام الذهبي، من رواية أمنا عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: [يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ماذا أقول إن وافقت ليلة القدر؟ قال قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني] .

إذن وُفّقت له، يوافقها، إن وافقت، قال شيخ الإسلام الإمام النووي وهذا الذي عليه أكثرأئمة المسلمين، وقال حَذام المحدثين الإمام ابن حجر: هوالذي يترجح عندي قوله وفقت له، يوافقها، عن وافقتها: أي إن استبانت له بعلامة من علاماتها.

وليلة القدر لها علامات، ولا يستبينها إلا من أكرمه الله بها، فيرى كل شيءٍ يسجد لرب الأرض والسماوات، يرى النور قد ملأ الدنيا، يسمع تسليم الملائكة عندما يسلمون عليه، لو كان بجوار بحرٍ وشرب منه لانقلب الماء عذباً سائغاً {سلام} .. فلابد من إدراك تلك الخصوصيات لينال الإنسان هذا الأجر عند رب الأرض والسماوات، وهذا الذي عليه كما قلت أئمة الإسلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015