ونظيرها قول الله جل وعلا في سورة البقرة: {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتيَ التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوفي بعهدكم وإياي فارهبون} .
وهكذا أمرنا الله جل وعلا أن نفرده بالخشية والخوف وأخبر أن هذا هو نعت العلماء العاملين الذين يدعون على بصيرة إلى رب العالمين، فقال ربنا الكريم في سورة الأحزاب {الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيباً} .
اخوتي الكرام: هذا الأمر ينبغي أن نعيه تمام الوعي وأن نضبطه، ينبغي أن نفرد الله جل وعلا بحبنا وخوفنا ورجائنا، ويجمع أشكال العبادة فلا يستحق ذلك إلا هو سبحانه وتعالى قال شيخ الإسلام الإمام بن تيمية قال (من الناس من يقول أنا أخاف الله وأخاف من لا يخاف من الله لأن من لا يخاف من الله ظالم لا يردعه شيء عن ظلمه فأنا أخاف الله وأخاف ممن لا يخاف الله) قال: هذا غلط وهذا كلام باطل، نخاف الله ولا نخاف غيره، لا إن كان ذلك الغير يخاف من الله أولاً يخافه، نفرد الله جل وعلا، فإن من قيل إن من لا يخاف الله لا يتقي الله فقد يظلمنا ويبطش بنا ويوقع القوبة علينا؟ فالجواب: نقول كما قال الإمام ابن تيمية (لو اتقيت الله وعبدته حق العبادة، ولم تخف أحداً دونه لكفاك شر هذا الظالم ورد كيده في نحره سبحانه وتعالى) وأنت ما أوتيت أي ما سلط عليك هذا الظالم إلا لتفريطك في طاعة ربك وإلا لخوف من غير ربك جل وعلا، فلما خفت هذا المخلوق سلطه الله عليك، ولو أفردت الله جل وعلا بالخوف ولن تخف غيره لكفاك ما عداه {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه، إنَّ الله بالغ أمره، قد جعل الله لكل شيءٍ قدراً} .