والقصة الثانية اخوتي الكرام: رواها الإمام أحمد أيضاً في الزهد وهناد بن السري في الزهد أيضاً ورواها عبد الله بن المبارك في الزهد، والإمام الطبري في تفسيره وابن أبي شيبة في المصنف ورواها الإمام أبو نعيم في الحلية ع التابعي الجليل وهو مخضرم أيضاً أدرك الجاهلية والإسلام ولم يرى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو أبو ميسرة عمرو بن شرحبيل من الأئمة الصالحين توفي سنة ثلاثة وستين للهجرة 63هـ حديثه مخرج في الكتب الستة إلا سنن الإمام ابن ماجة، هذا العبد الصالح تقول زوجته كان كلما دخل معها في الفراش يبكي ويقول: يا ليت أمي لم تلدني، فلما تكرر منه هذا قالت له زوجته علام تقول هذا؟ قد أنعم الله عليك بالإسلام وفعل وفعل وأنت من العلماء الربانيين في هذه الأمة، علام تقول هذا؟ قال: يا أمة الله أخبرنا الله جل وعلا أننا سنرد على النار {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضياً *} وما أعلم هل سأخرج منها أم لا كلما يضجع في فراشه يتذكر ذلك اليوم الذي لا يغيب عن المؤمنين طرفة عين {يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار} عشرة مع زوجته في الليل لكن قلبه مع ربه يفكر فيما سيؤول حله عندما سيرد النار، هل سيخرج منها أم لا.

اخوتي الكرام: وما جرى من هذا التابعي المخضرمي الجليل المبارك من قوله (يا ليت أمي لم تلدني) أثر هذا عن عدد من السلف الكرام من صحابة وتابعي رضوان الله عليهم وليس في ذلك اعتراض على تقدير رب العالمين، إنما في ذلك إتهام للنفس واعتراض بتقصيرها، وفي ذلك خشية من خالقها وفاطرها وبارئها وهو الله جل وعلا، وهذا معنى الأثر ولا أقول هذا اعتراضاً على الله عز وجل (يا ليت أمي لم تلدني) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015