سنرد على جهنم وأننا سندخلها ولكن ما أعلمها أنني سأخرج منها أو أصدر عنها أم لا فهذا الذي أبكاني، حقيقة الذي يتفكر في هذا يتفطر قلبه.
اخوتي الكرام: وهذا بين لنا معنى الورود ومعناها الدخول وهو أحد القول في تفسير الورود في قول ربنا المعبود {وإن منكم إلا واردها} أي داخلها.
والقول الثاني:- أن المراد من الورود هو المرور على الصراط المنصوب على متن جهنم وفوقها وظهرها وعليه لا يدخلون إلى داخلها، لكن يمرون فوقها، فمن كان تقياً يمر ولم يسقط، ومن كان مخلطاً مفرطاً سقط من الصراط إلى قعر جهنم، ولا تنافي بين التفسيرين وسيأتينا إيضاح هذا عند أحوال يوم القيامة، فمن فسر الورود بالدخول أخبر كما ورد في الآثار ولكما قلت سيأتينا تقرير هذا وتفسيره أن المؤمن إذا دخل النار تكون عليه كالحمام، لايتأذى بحرها ولا يصطلي بنارها وتكون عليه كحال النار التي كانت على خليل الرحمن إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام في هذه الحياة ومن فسر الورود بالمرور فهذا أمر واضح لا يدخلون النار، إنما يمشون فوقها على الصراط الذي هو أدق من الشعر وأحد من السيف ومع ذلك لا يثبت هو ضمن مزلة، يمرون عليه، هذا المرور هو الورود وعلى الحالتين لا يقاسون العذاب فيها إن كانوا من المتقين، إذاً أخبرنا أننا سنرد لكن هل سنخرج ونصدر ما عندنا بعد ذلك يقينياً في ذلك، هل تتحقق فينا الصفات وهي التقوى لرب الأرض والسموات، وكل إنسان يعلم ما عنده من تفريط وكدر وذلك عندما يستحضر الإنسان هذا ينطبق عليه هذا الوصف {يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار} .