إما أن يكون هذا الذي في الإنسان شيءٌ مضى وانقضى، إنما يتذكره في هذه الأيام، من خير أو شر، من محمود أو مذموم، حالة مرت عليه في الزمن الماضي، فإذا تذكرها يقال لهذه الحالة ذكر وتذكر للماضي، فإن كانت في أمر محمود فرح، وإن كانت في أمر مذموم حزن، حزن على شيءٍ فاته أو فرح بأمرٍ فاته مما يحبه أو يكرهه، هذه الحالة الأولى، حالة ماضيه تتذكرها الآن يقال لها ذكر وتذكر.
وشيء آخر يقع عليك مما تحبه أو تكرهه لكنه يقع عليك في الزمن الحاضر فهو يباشرك، ويقال لهذه الحالة التي تكون في الزمن الحاضر يقال لها ذوق وإدراك ووجد لأنك تجد هذا وتذوقه في هذا الوقت، وهذا الذي ينزل عليك إن كان محبوباً يعقب الرضا، وإن كان مكروهاً يعقب السخط، فتشعر بحالة الرضا بحالة السخط، تذوق هذا، تتلذذه، تكرهه، في هذا الوقت، بينما هناك كما قلت حزن أو فرح، وأما هنا رضا أو سخط.