قال الحافظ ابن حجر وتعدد طرق هذا الحديث يقضي بأنه حسن ثم قال الإمام الصنعاني وإنما شُرع لنا مسح الوجه بالكفين عقب الدعاء بأن الداعي عندما يدعوا يتعرض لنفحات الله ولنزول البركة عليه وإذا كان يرفع يديه فستلاقيان بركة عظيمة كبيرة فيستحب أن يمسح بهذه البركة كي تنزلت عليه أشرف أعضائه ألا وهو وجهه وهذا ثابت كما قلت في هذا المكان وهو مقرر عن أئمتنا الكرام، ثبت في مسند الإمام أحمد وسنن الأربعة إلا سنن النسائي والحديث رواه بن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه ورواه الإمام البيهقي في السنن الكبرى ورواه ضياء المقدسي في (أحاديث الجياد المختارة) والخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إن الله حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين] ، فإذا رفعت يديك إلى الله هو الكريم هو الجواد سينزل عليك بركة فهذه البركة التي ستقابلها هاتان اليدان المباركتان عند دعاء ذي الجلال والإكرام يستحب لك أن تمسح بهما وجهك، هذا ما قرره أئمتنا والحديث كما قلت حسن وهذا يقوله شيخ المحدثين في زمنه الإمام ابن حجر إذا قالت حذا في فصدقوها فإن القول ما قالت حذا في فأي كلام لمتكلم بعد شيخ الإسلام الإمام أبي الفضل ابن حجر العسقلاني عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا، ولذلك أستحب أئمتنا هذا ثم على التنزل بأن الحديث ضعيف.. الحديث الضعيف يُعمل به في فضائل الأعمال فأي إشكالاً في ذلك فكيف بعد ذلك تطلق لسانك بلا ورع ولا تؤده ولا هوادة على من يأمُّك في الصلوات الخمس وتقول له إنك عندما تمسح وجهك عقب الدعاء أنت بدعة ها أنت مبتدع ومخرف، سبحان ربي العظيم.. إذا حرمك الله هذه الفضيلة لا تعترض على من فعلها لألا تكتسب رذيلة، أما كفاك أن الفضائل فاتتك جئت بعد ذلك لتعرض على عباد الله جل وعلا فيما قرره أئمتنا ووردت به أحاديث عن نبينا عليه صلوات الله وسلامه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015