ثبت الحديث في ذلك في مسند الإمام أحمد والبزار ومعجم الطبراني الكبير ومستدرك الحاكم من رواية أبي موسى الأشعري والحديث رواه الطبراني في معجمه الأوسط والكبير والحاكم في المستدرك من رواية أبي أمامة الباهلي ورواه الإمام أحمد في المسند والترمذي في السنن من رواية عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين وروى أيضا في المسند من رواية عامر وروى أيضا في معجم الطبراني الأوسط من رواية علي رضي الله عنهم أجمعين ولفظ الحديث فهو صحيح عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال: "من سرته طاعته وساءته معصيته فهو مؤمن" عنده هذه الحصانة الإيمانية وعنده هذه الخشية من رب البرية فإذا فعل طاعة فرح والتذ وإذا فعل معصية حزن واغتم وعليه إذا كان فعل الطاعات يفرحه فهو يحرص عليها ويستكثر منها ويبذل ما في وسعه لفعلها وإذا كان فعل السيئات يحزنه فهو يهرب عنها ويبتعد منها وإذا وقع فيها مقت نفسه في ذات الله عز وجل هذا من علامة فرح الإنسان بطاعة الله ومن علامة استيائه بمعصية الله أما أنه يستاء ويستكثر من الاستياء لا إنك إن كنت تأكل شيئاً ضاراً يسوءك لا تعود إليه مرة ثانية وإذا كنت تأكل شيئاً تلتذ به وينعشك تعاوده وتكثر من أكله وهكذا الطاعات والمعاصي من سرته طاعته فهو مؤمن ومن ساءته معصيته فهو مؤمن.
المؤمن هو الذي تسوؤه معصيته وتسره طاعته. وإذا فعل الطاعة فما وجد لها سروراً وبهجة وفعل المعصية فما وجد في نفسه هما وغما وحزناً فليبك على نفسه وليعلم أنه من أهل الجحيم ولو أتى الله يوم الدين بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا فلن يقبلها رب العالمين فليس فيه حصانة المتقين ولا يتقبل الله إلا من المتقين. إخوتي الكرام هذا الأمر لا بد أن نعيه شتّان شتان بين من يفعل الطاعة ويتلذذ في قرة عينه وإذا وقع في المعصية بمقتضى جبلته وقصوره وتقصيره ضاقت عليه الأرض بما رحبت وضاقت عليه نفسه وأسرع إليه عز وجل وتاب عليه.