فأنت عندما تصوم تحفظ بدنك عندما يحصّل هذه الحمية النافعة فالحمية أصل الدواء..الحمية أصل الدواء..لعلكم تتقون الأخلاط الرديئة. وقد أشار نبينا صلى الله عليه وسلم إلى هذا..أخرج الإمام الطبراني في معجمه الأوسط والحديث رواه أبو نعيم في كتاب الطب النووي وهكذا الإمام ابن السني في كتاب الطب النووي على نبينا صلوات الله وسلامه عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اغزوا تغنموا وصوموا تصحوا وسافرا تستغنوا" اغزوا تغنموا، وصوموا تصحوا وسافرا تستغنوا " والحديث إخوتي الكرام ضعيف من حيث السند كما قرر ذلك أئمتنا الكرام وضعفه لا يصل إلى درجة الترك لا النكارة ومعناه صحيحٌ صحيح لعلكم تتقون الأخلاط الرديئة.. لأجل أن يحصل لكم حمية بهذا الصيام وصحة وجَلَد ونشاط على وجه التمام لعلكم تتقون الأخلاق الرذيلة.
إن الإنسان عندما يملأ بطنه من الشهوات –من الطعام- تتحرك بعد ذلك نوازعه الطبيعية وتثور بعد ذلك شهواته الغريزية والصوم فيه إذلال للنفس وفيه ترقيق للقلب فتبتعد عنه الشهوات وتبتعد عنه الوساوس الرديئات. من الذي أخرج أبانا آدم – على نبينا وعليه الصلاة والسلام من دار القرار إلى دار الذل والافتقار؟! أكلةُ وشهوة إنها بلية أبيكم آدم، وهي بليتكم إلى يوم قيام الساعة، وقد تاب الله على أبينا آدم على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وكان حاله بعد الخطيئة أحسن من حاله قبلها "ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى" ولا يقال ما جرى منه تعييراً له إنما لنعتبر بهد.. من أجل شهوة أخرج من دار القرار إلى دار الذل والافتقار نعم ترتب على ذلك حِكم جليلة وآثار لا نزاع في ذلك، إنما هذه الشهوة هي التي تسببت في الخروج من تلك الدار.