إخوتي الكرام: هذا ما يتعلق بهذه القضية، وأما ما يتعلق بإهداء القربات إلى الأموات أتكلم عليها في الموعظة الآتية إن شاء الله.

أقول هذا القول وأستغفر الله.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله خير خلق الله أجمعين، اللهم صل على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليماً كثيراً وأرض الله عن الصحابة الطيبين وعن من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

إخوتي الكرام: كما قلت مراراً إن هذا المبحث يتعلق بأمر غيب وإدخال العقل فيه من أشنع أنواع العيب، فما يتعلق بالحياة البرزخية لا يجوز أن تتكلم فيه إلا عن طريق مشكاة خير البرية عليه صلوات الله وسلامه، فقد دلت نصوص الشرع كما تقدم معنى على هذه القضية فأخبر جرا عن ذلك العقول البشرية.

إخوتي الكرام: إن الإنسان يعيش في ثلاثة دور، يعيش في الحياة الدنيا وهي دار أولى، ويعيش في الحياة البرزخية، وهي دار ثانية، ويعيش في الحياة الأخروية وهي دار ثالثة، وروحه تتعلق ببدنه في هذه الدور خمسة تعلقات، كل تعلق حكم لا يعلمه إلا الذي أوجد هذا التعلق ببدنك.

{ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً} التعلق الأول: تعلق الروح بك عندما تكون جنيناً في ظلمات ثلاث على رأس أربعة أشهر تنفخ فيك الروح على رئس عشرين ومائة يوماً تتحرك في بطن أمك.

التعلق الثاني: عندما تولد وتكون حياً يقظه.

التعلق الثالث: عندما تنام حياناً لما، وهذه التعلقات الثلاثة كلها تعلقات في الدار الأولى وهي دار الدنيا.

والتعلق الرابع: تعلق الروح ببدنك عندما تكون في الحياة البرزخية.

والتعلق الخامس: تعلق ببدنك عندما تكون في الحياة الأخروية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015