ثبت في تفسير الطبري وابن أبي حاتم والحديث رواه البيهقي في شعب الإيمان ورواه أبو الشيخ عن العبد الصالح أبي محمد سفيان بن عيينة (198هـ) وحديثه في الكتب الستة قال ما من مبتدع إلا وتغشاه ذلة فوق رأسه ثم تلا قول الله تعالى: "إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين" (الأعراف152) .
فقيل له: أبا محمد: هذه فيمن عبدوا العجل قال: أكملوا الآية واقرؤوا آخرها وانتبهوا لمعناه " وكذلك نجزي المفترين " فهي لكل مفتر إلى يوم القيامة نعم.."إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم بأذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم " أسأل الله أن يردّنا إليه ردّا جميلا إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله خير خلق الله أجمعين اللهم صل على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليماً كثيراً وارض اللهم عن الصحابة الطيبين وعمن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
إخوتي الكرام: كانت نيّتي أن أتحدث في الموعظة الثانية عن موضوع ينبغي أن يعلق عليه من ضجيج يجري في هذه الأيام حول مهادنة أعداء الله في هذه الأوقات وحول موقف أئمتنا رحمة الله عليهم – من هذا الأمر ومن شعيرة الجهاد وهذا الأمر الثاني الذي نتدارس مبحثه في الموعظة الماضية وهذه الموعظة في النصوص التي تأمرنا بالاتباع وتنهانا عن الابتداع يحتاج أيضاً إلى شيء من التفصيل أترك تفصيل هذا الأمر وتوضيح ما يتعلق بالضجيج الذي ينتشر في هذه الأيام إلى الموعظة الآتية بإذن ربنا الرحمن والوقت قد طال وأسأل الله تعالى أن يحسن لنا الختام.