إخوتي الكرام: والإمام الجنيد توفي سنة 298هـ قبل 300سنة بسنتين. وقد ترجمه الإمام الذهبي في سير الأعلام النبلاء 14/66 ونعته في بداية ترجمته فقال: "هو شيخ الصوفية في زمانه " ثم قال إنه اشتغل بالعلم وأقبل على شأنه فتألّه وتعبّد ونطق بالحكمة ثم بعد أن ذكر ما يطلب العقول في ترجمة هذا العبد الصالح ختم ترجمته بقوله: "رحمة الله على الجنيد، أين مثل الجنيد في علمه وحاله " وهذا آخر شيء يذكره في ترجمته في سير الأعلام النبلاء وقد بلغ من إجلال أئمتنا لهذا العبد الصالح ما حكى في ترجمة العبد الصالح أبي العباس بن سريج وهو أحمد بن عمر الذي توفي 303هـ بعد الإمام الجنيد بخمس سنين ويقول أئمتنا في ترجمة أبي العباس ابن سريج " ما في اتباع الإمام الشافعي أفضل منه " ابن سريج، جميع أتباعه مذهبه ما فيهم من يصل إلى مكانته وهو شيخ الإسلام في وقته تكلم مرة في مجلسه فأثنى عليه الحاضرون وأعجبوا بفصاحته والنور على كلامه. فقالوا من أين لك هذا؟ قال هذا ببركة مجالسة أبي القاسم يعني الإمام الجنيد. عليهم جميعاً رحمة الله. يقول: أنا جالست هذا الإمام المبارك ونظرت إليه وهو الذي يقول عنه الإمام الذهبي "تعبّد وتألّه ونطق بالحكمة " نظرت إلى هذا العبد الصالح الرباني فألقى الله في قلبي هذه الخشية والسكينة وأنطق لساني بالحكمة هذا ببركة مجالسة أبي القاسم الجنيد بن محمد القواريري وهذا موجود في ترجمته في سير أعلام النبلاء وغير ذلك.