وهذه الأبيات أوردها الإمام الخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث ص76 ونسبها لزياد بن عبدة الأصبهاني رحمه الله. وهكذا إخوتي الكرام كما قلت تتابع أئمتنا على تقرير هذا المعنى فهذا الإمام الجُنيد بن محمد القواريري أبو القاسم عليه وعلى أئمتنا جميعاً رحمة ربنا يقول كما في حلية الأولياء وتلبيس إبليس للإمام ابن الجوزي والرسالة القشرية يقول: جميع الطرق مسدودة (لا يمكن أن يوصلك طريق منها إلى الله جل علا) إلا من اقتفى آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبع سنته ولزم طريقته فإن جميع أبواب الخير عليه مفتوحة ثم تلا قوله: "لقد كان في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا" (الأحزاب /21) .

وقد تواتر عن هذا الإمام وهذا القول في غنية عن إسناده فكل من ترجم لهذا الإمام أورد هذا الحديث في ترجمته سواء الكتب التي تروي بالأسانيد أو التي تذكر ما في تلك الكتب مما قيل فيها، كل من ترجم للإمام الجنيد نقل عن هذا الكلام، كان يقول: " مذهبنا مشيّد مقيّد بالكتاب والسنة فمن لم يقرأ القرآن ولم يكتب الحديث لا يقتدي به " "اتباع " وحذار حذار من الزيغ والابتداع وكل طريق لا يوصلك إلى الله إلا طريق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015