أثران عن تابعيّين مع صحابيين. إخوتي الكرام وعمدتهم في ذلك ما أشرت إليه سابقاً من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وقلت إن الحديث في المعجم الأوسط للطبراني وحلية الأولياء وإسناده صحيح أن نبينا صلى الله عليه وسلم كان يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماء فيشرب يرجو بركة أيدي المسلمين، وقد ذكرت هذا في الموعظة الماضية أو التي قبلها فاستشكل هذا بعض المستشكلين لكثرة المشوّشين المشكّكين في هذا الحين فكان من كلامهم: أي فائدة في رواية مثل هذه الأخبار؟ قلت يا عبد الله أو ليست هذه الأخبار أفعال نبينا المختار عليه الصلاة والسلام؟ أو ليست هذه الأخبار أفعال السلف الأخيار؟ وديننا من أين يؤخذ؟ ولم يضيق صدرك إذا ذكر مثل هذا؟ لم يضيق صدرك إذا تحدث الناس بمثل هذه الأخبار؟ وإذا ذكرت قصة من ذلك كأنك أخرجت ثعباناً من الصندوق وألقيته على بعض الناس لم يضيق صدرك؟ فعل نبيك عليه الصلاة والسلام "يأتي بهذا الماء فيشرب يرجو بركة أيدي المسلمين".
وهنا فعل أئمة الإسلام وتقدم معنا بعض الحوادث كما قلت في الموعظة الماضية فعلام يضيق صدرك يا عبد الله ثم هذا التشويش واللغط من قبل الغالطين المشوشين في هذا الحين "من تبّرك بصالح فهو مشرك" وأن هذا من خصال المشركين وأن من يبيحه فهو طاغوت لعين.