والحديث ثابت في المسند والكتب الستة إلا سنن الإمام الترمذي فهو في الصحيحين " استلم الحجر بمحجنه ثم قبّله " يقول الإمام الذهبي لو ظفرنا بالمحجن الذي استلم به نبينا عليه الصلاة والسلام الحجر الأسود وقبّله لحق لنا أن نزدحم على محجنة للتبجيل والتقبيل هذه العصا التي كانت تمسّ يد نبينا عليه الصلاة والسلام ويمسكها لو قدر أننا ظفرنا به لحق لنا أن نزدحم على محجنه عليه الصلاة والسلام بالتبجيل والتوقير. إخوتي الكرام: الذي يقوله هذا الإمام الهمام هو المقرر عند أئمة الإسلام وقد فعله جم غفير من التابعين للصحابة الكرام رضي الله عنهم وههنا ينبغي أن تتخرّس الألسنة التي تتكلم بالباطل في هذه الأيام ويقولون: إن التبرك بغير النبي عليه الصلاة والسلام ما حصل من أحد نحو أحد بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ما حصل من التابعين نحو الصحابة الكرام الطيبين.

والآثار في ذلك كثيرة وفيرة سأذكر أثرين اثنين:

الأثر الأول: رواه الإمام الطبراني في الأوسط بسند رجاله ثقات كما قال شيخ الإسلام الإمام الهيثمي في المجمع 8/42 في كتاب الأدب باب قبلة اليد. والأثر رواه سيد المؤمنين وإمام المحدثين الإمام البخاري في الأدب المفرد ص 144 ولفظ الأثر عن عبد الرحمن بن زيد الغافقي المصري وهو من أئمة التابعين الكبار وحديثه مخرج في الأدب المفرد للإمام البخاري وسنن أبي داود وابن ماجه قال قدمنا الربذة فقيل لنا هاهنا رجل من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وهو سلمه بن الأكوع قال فذهبنا إليه ودخلنا عليه فقال لنا بايعت النبي صلى الله عليه وسلم بهاتين اليدين قال فأخرج لنا كفَّا ضخمة كأنها خف بعير فقمنا إليه وقبلناها فلم ينكر علينا ذلك. اليد يد صحابي مسّت يد الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم قمنا إليها وقبلناها. صافحتهم متبرّكاً بأكفّهم – إذا صافحوا كفَّا على ثميناً..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015