إذاً الثابت الثابت لي ولأمته - صلى الله عليه وسلم - أن ينصر على العدو بالرعب مهما كانت المسافة، فلو قدر أن المسافة بينه وبين العدو بمقدار شهر أو أكثر لامتلأ قلبه رعباً.
نعم اخوتي الكرام: هذه الأمة عندما خافت من ربها الرحمن وحققت التوحيد على التمام أعطاها الله الهيبة والمهابة في هذه الحياة، فإذا أعلن الجهاد الإسلامي من قبل الموحدين لله جل وعلا فزع وهلع أعدائهم وهم في بلادهم، هذا شأن المسلمين، وهذا شأن الموحدين، فإذا خلطوا وقدروا فمن نفسه فلا يظلم ربك أحداً.
ولذلك اخوتي الكرام: أخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام أن عدد جيش المسلمين إذا بلغ اثنا عشر ألفاً لو اجتمعت قوى الأرض بأثرها لقتالهم لما استطاعت أن تقف أمامهم، لا أقول مليون ولا مائة مليون ولا ألف مليون، لو اجتمعت البشرية بعدتها وعتادها وكانوا ألوف الملايين وعدد جيش الموحدين إلى اثنا عشر فلا يمكن أن يغلب هذا الجيش من قلة إنما يغلبون من معصيتهم لربهم جل وعلا، أما جيش قوامه هذا العدد لا يمكن أن يخذل ولا أن يرقد وسيكتب الله له النصر مهما بلغت قوى الكفر، فلنفتش عن أحوالنا اخوتي الكرام واستمعوا لتقريري هذا من كلام نبينا - صلى الله عليه وسلم - ثم من فعل الصحابة الكرام نرى كيف أننا في هذه الحياة نتخبط في الكلام.