لا يوجد أحد في هذا لعالم يحفظ المخلوقات ويراقبها وهي في قبضته إلا الحي القيوم سبحانه وتعالى {أفمن هو قائم على كل نفسٍ بما كسبت وجعلوا لله شركاء قل سموهم} أنعتوهم الصفات التي تقتدي أن يكونوا آله مدبرين قيومين {قل سموهم} وهنا ذلك لمن خاف مقام لمن خاف قيام عليه بالمراقبة والإحاطة والاضطلاع، إن الذين يخشون ربهم بالغيب يعلمون الله معهم أينما كانوا فيخافون منه فمن خاف الله لن يتخلى الله عنه، {ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد} ابشروا يا معشر الرسل ويا أتباع الرسل أنه ليس للظالمين عليكم سبيل لأهلكنَّهم ولأسكننَّكم الأرض من بعدهم فلا راد لحكم ولا معقب لقضائي ولا أسئل عما أفعل وهم يسئلون، لكن حققوا هذا الوصف فيكم لتنالوا تلك الثمرة، {ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد} .