قال الله جل وعلا في سورة إبراهيم عليه وعلى نبينا صلوات الله وسلامه: {وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنَّكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا، فأوحى إليهم ربهم لنهلكنَّ الظالمين ولنسكننَّكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد * واستفتحوا وخاب كل جبارٍ عنيد *} {وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنَّكم من أرضنا} كما هي عادة الطغاة في جميع الأوقات، طرد من البلاد أو سجن أو قتل وظلم {وإذ يمكر بك الذين كفروا لثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين} {وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنَّكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا، فأوحى إليهم ربهم} والوحي إعلام في خفية وسرية والله طمأن رسله وقال أنتم تخافون فلا خوف عليكم لا في الدنيا ولا في الآخرة.

{فأوحى إليهم ربهم لنهلكنَّ الظالمين ولنسكننَّكم الأرض من بعدهم} وهذا الجزاء وهذه الثمرة ينالها من خاف من الله عز وجل، {ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد} ولفظ المقام هنا إما أنه مصناف الفاعل المصدر مصناف إلى الفاعل ويصبح معنى الكلام ذلك لمن خاف قيام الله عليه ومراقبته له وإحاطته به فلا يخرج شيء في هذا الكون من عرشه إلى فرشه عن قبضة الله عز وجل وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، ذلك لمن خاف قيام الله عليه وعلم أنه وغيره من عباد الله لا يملك كل واحد من المه لنفسه نفعاً ولا ضراً، ذلك لمن خاف قيام الله عليه المراقبة والإحاطة والاضطلاع كما قال الله عز وجل: {أفمن هو قائم على كل نفسٍ بما كسبت وجعلوا لله شركاء قل سموهم أم تنبؤنه بما لا يعلم في الأرض أم بظاهرٍ من القول بل زين للذين كفروا مكرهم وصدوا عن السبيل، ومن يضلل الله فما له من هاد} .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015