تأمل أوصاف هؤلاء السبعة فسترى الصفة البارزة فيهم خوفهم من باريهم، فالإمام العادل ما عدل إلا لأنه يعلم أنه سيؤول إلى الله عز وجل وسيحاسبه على النقير والقطمير، وذاك العبد الصالح عرضت امرأة نفسها عليه وهي على حظ من منصب وجمال فقال إني أخاف الله، وهذا لمراقبته ربه وخوفه منه يكتم أعماله حتى لا تعلم الشمال ما تتصدق به اليمين، وذاك شاب ينشأ في طاعة ربه، وهذا يذكر الله خالياً فتفيض عيناه {إنَّ الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجرٌ كبير} وقد أخبرنا نبينا - صلى الله عليه وسلم - أن من خاف هنا سيأمن يوم الآخرة، وقد ورد الحديث بذلك في صحيح ابن حبان، والحديث رواه البيهقي في شعب الإيمان، ورواه الإمام البزار في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه ورواه البزار وشيخ الإسلام عبد الله بن المبارك في كتاب الزهد، وابن أبي الدنيا في كتاب الرقة والبكاء عن الحسن البصري مرفوعاً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو مرسل، والأثر الأول كما تقدم معنا من طريق أبي هريرة وقد رواه البزار مرسلاً ومتصلاً، والحديث صحيح عن نبينا - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: قال الله عز وجل [وعزتي وجلالي لا أجمع على عبد أمنيين ولا أجمع له خوفين، فإن أمنني في الدنيا خوفته يوم القيامة، وإن خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة] هذه هي ثمرات الخوف في الآجل عند الله عز وجل، وآخر الأحاديث وهو الحديث الثالث الذي سيذكره في ذلك (أن من خاف الله ودعاه خوفه للبكاء من خشية الله عز وجل ستحرم النار عليه ولن يدخلها بحال من الأحوال كما أخبر بذلك نبينا الذي لا ينطق عن الهوى - صلى الله عليه وسلم -) .