وكما قلت اخوتي الكرام جنتان للسابقين وجنتان للتابعين أصحاب اليمين، كما ثبت هذا عن نبينا الأمين - صلى الله عليه وسلم - ففي مسند الإمام أحمد والصحيحين والسنن الأربعة إلا سنن أبي داود، والحديث رواه الإمام الطبري في تفسيره وابن أبي شيبة في مصنفه ورواه البيهقي في الأسماء والصفات وفي كتاب الأعتقاد وفي كتاب البعث وفي كتاب شعب الإيمان، ورواه أبي حاتم في تفسيره وابن المنذر في تفسيره أيضاً والإمام ابن مندفة رد على الجهمية وهو في أعلى درجات الصحة لإخراج الشيخين له من رواية أبي موسى الأشعري رضي الله عنه وأرضاه، قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول [جنتان من ذهب آنيتها وما فيها وجنتان من فضة آنيتها وما فيها وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم عز وجل إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن] والحديث رواه الحاكم في المستدرك أيضاً وابن أبي حاتم في تفسيره وابن المنذر في تفسيره وابن مردويه في تفسيره عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه موقوفاً عليه وله حكم الرفع إلى نبينا - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: [جنتان من فضة آنيتها وما فيها للتابعين] والحديث رواه الإمام بن جرير الطبري وابن المنذر وابن أبي حاتم في تفسيره بسند صحيح كما قال ذلك الإمام ابن حجر في فتح الباري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه مرفوعاً إلى نبينا - صلى الله عليه وسلم - أنه قال [جنتان من ذهب آنيتها وما فيها للسابقين وجنتان من ورق (معنى من فضة) آنيتها لأصحاب اليمين] {ولمن خاف مقام ربه جنتان * فبأي آلاء ربكما تكذبان} ولا بشيءٍ من آلائك ربنا نكذب ولك الحمد، ثم قال جل وعلا في وصف هاتين الجنتين ما قال {ذواتا أفنان} ثم انتقل إلى الجنتين الأخريين فقال جل وعلا: {ومن دونهما جنتان * مدهامتان} إلى آخر ما نعت الله به الجنتين اللتين تكونان للسابقين والجنتين اللتين تكونان لأصحاب اليمين.