والقصة الثانية: التي سأذكرها في بيان أمر الخوف في هذه الحياة عندما يتصف الإنسان بالخوف من رب الأرض والسموات، عفان بن مسلم بن عبد الله من أئمتنا الكرام الأبرار توفي سنة عشرين ومائتين للهجرة 220هـ إمام ثقة حديثه في الكتب الستة، هذا العبد الصالح هو أول من امتحن في محنة خلق القرآن، فاستدعاه إسحاق بن إبراهيم الذي كان أميراً على العراق مدة ثلاثين سنة 30سـ متتالية من قبل حكام بني العباس من المامرن فمن بعده، وكان هذا العبد إسحاق بن إبراهيم كما يقول عنه الإمام بن كثير في البداية والنهاية كان على حال أسياده وكبرائه وممن قال الله فيه وفي أمثاله {ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا * ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيراً} هذا العبد إسحاق عندما استدعى هذا الإمام الصالح عفان بن مسلم وهو أول من امتحن في محنة خلق القرآن قبل الإمام أحمد بن حنبل وقبل غيره من الأئمة الكرام فعرض عليه كتاب الخليفة المأمون الذي أرسل به من الجزيرة إلى العراق ليبدأ بمحنة علماء الإسلام وليبدأ بعفان فعرض عليه الكتاب وهل تقر بأن القرآن مخلوق؟ فقال أيها الأمير، أقرأ قول الله الجليل: