ثبت في مستدرك الحاكم بسندٍ صحيح على شرط البخاري وأقره عليه الذهبي والحديث رواه البيهقي في دلائل النبوة ورواه الإمام ابن جرير وابن مردويه في تفسيره، والحديث صحيح من رواية عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال [جاء الوليد بن المغيرة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسمع منه القرآن فلما عاد إلى قومه قال أبو جهل إن الوليد قد جاءكم بوجهٍ غير الوجه الذي ذهب به فسألوه عما سمع فقال لهم والله لقد سمعت كلاماً ما هو بالشعر ولا هو بالسحر ولا هو بالكهانة فأنا من أخبركم بذلك، والله إن له لحلاوة، وعليه لطلاوة] : وهي البهجة والنور والسرور [وإنه لمثمر أعلاه، ومغدق أسفله، وإنه يحطم ما تحته، ويعلو ولا يعلى عليه، وما هو من كلام البشر، فقال أبو جهل إنك أتيت محمداً لتصيب من طعامه قال لقد علمت قريش أنني من أغناهم قال له أبو جهل لن يقنع قومك منك حتى تقول في هذا القرآن شيئاً يرضون به عنك، ثم فكر فقال هذا سحر يأثره محمد عن من سبقه فأنزل الله فيه صدر سورة المدثر {إنه فكر وقدر* فقتل كيف قدر * ثم قتل كيف قدر * ثم نظر * ثم عبس وبسر * ثم أدبر واستكبر * فقال إن هذا إلا سحرٌ يؤثر * إن هذا إلا قول البشر * سأصليه سقر * وما أدراك ما سقر * لا تبقي ولا تذر * لواحةٌ للبشر * عليها تسعة عشر *} سمع هذا القرآن وهذه شهادة كافر بالرحمن ليس بشعر ولا سحر ولا كهانة، وليس من كلام البشر يحطم ما تحته، يعلو ولا يعلى عليه، له حلاوة، عليه طلاوة، أسفله مغدق، أعلاه مثمر.
نعم اخوتي الكرام: كان القرآن يؤثر حتى في نفوس المشركين في الصدر الأول فما الذي أصاب المؤمنين في هذا الحين عندما أعرضوا عن كلام رب العالمين؟