إذا كان للذكر هذه المنزلة كما ذكرت في هذه الموعظة وكما تقدم في المواعظ السابقة، فإن أعلى الأذكار وأفضلها كما تقدم معنا كلام الله جل وعلا، الذي به تحصل اللذة للإنسان عندما يقرأه في هذه الحياة ويتنور قلبه وينشرح صدره وتبتهج نفسه وبه يحصل عظيم الأجر في الآخرة بعد الممات عند رب الأرض والسماوات، ذكر الله عن طريق قراءة كلامه، عبادة جليلة كما أننا ينبغي أن نذكر الله بالتسبيح والتحميد والتهليل وغير ذلك، ينبغي أن نذكره بتلاوة كلامه ووحيه الذي أنزله على نبينا - صلى الله عليه وسلم -، وكما قلت من تلا هذا الكلام حصل فوائد في العاجل والآجل، وما أعلم ما أصابنا في هذه الأيام عندما أعرضنا عن كلام ذي الجلال والإكرام والمشركون مع شركهم كانوا يستمعون إلى كلام الله جل وعلا ويتلذذون به فاستمع إلى هذه الحوادث التي وقعت في الصدر الأول عند نزول القرآن على النبي - صلى الله عليه وسلم -.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015