لازلنا نتدارس منزلة ذكر الرحمن في الإسلام وتقدم معنا أن الذكر ضروري للإنسان فهو لقلبه كالماء للسمك ومن أجل ذلك أمرنا الله أن نكثر من ذكره في جميع الأوقات، وتقدم معنا أن فوائد الذكر تزيد على مائة فائدة، وهذه العبادة الجليلة التي لها هذه المنزلة الفاضلة الكريمة قد غيرها المتأخرون وابتدعوا فيها وانحرفوا عنها.
إخوتي الكرام: ولنتتابع فقرات موعظتنا وليكون الحديث موصولاً بما سبق سأتكلم عن فائدة من فوائد الذكر ثم أتابع خطوات البحث.
إن الإنسان عندما يذكر ربه يحصل فائدة عظيمة جليلة يتخلى عن الرذائل، ويتحلى بالفضائل، ففي الذكر تخلية وتحلية، نعم إن من يذكر الله جل وعلا يبتعد عن الرذائل ويحصن نفسه من اللهو واللغو والباطل فالذكر جُنَّة خصينة للإنسان من وساوس الشيطان ومن هزيان اللسان، ثم هو بعد ذلك يتصف بالصفات الكريمات ويقوم عندما يذكر ربه بأفضل الطاعات ولذلك قرر أئمتنا الكرام رضوان الله عليهم أجمعين أن أفضل العبادات في حق المخلوقات بعد أداء الفرائض ذكر رب الأرض والسماوات، نص على هذا شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى) الجزء العاشر وصفحة ستين وستمائة 10/610 قال شيخ الإسلام (والدلائل القرآنية والإيمانية بحراً وخيراً ونظراً على ذلك كثيرة) وهذا الأمر الذي اتفق عليه أئمتنا أن أفضل العبادات بعد أداء الواجبات ذكر رب الأرض والسماوات، أن يشغل الإنسان نفسه بذكر مولاه، هذا الأمر دلت عليه سنة نبينا - صلى الله عليه وسلم - في مواطن كثيرة فاخبرنا نبينا - صلى الله عليه وسلم - أن الذاكرين هم السابقون، وأخبرنا أن عبادة الذكر هي أجل العبادات عند الحي القيوم.