حضرت مرة بعض المجالس في بلاد الشام أيام المولد النبوي ولا يخفى عليكم أن هذه الموالد التي حدثت في هذه الأمة وكلها من ابتداع الضالين وما أنزل بها من سلطان لكن ما يتعلق بالمولد حضرت في ذلك المجلس وهم يحتفلون بمولد النبي عليه الصلاة والسلام وكان هذا بعد صلاة الجمعة وكنت أخطب في تلك الأيام وكنت دون العشرين بكثير فلما انتهيت من الخطبة قالوا يا شيخ تشارك في المولد قلت لعله موعظة ونعيمة ولا يوجد شيء من البلاء وإذا أحضروا جميع آلات الطرب من الدفوف من..من وأحضروا بعد ذلك عدد من الشباب اللذين منا نبت لواحد منهم شعرة في وجهه من المردان، ولبسوهم الملابس الفضفاضة الواسعة بحيث إذا أراد أن يرقص يستضل عشرة تحت ثيابه وفخذاه مكشوفتان ويوجد أيضاً في أطراف الثياب ما بين كل شبر قطعة من حديد إذا انتفش الثياب تكون هذه كأنها مظلة ثم بدءوا يضربون بهذه الآلات ويذكرون الله ذكراً مخرفاً وواحد في الوسط كالشيطان ينشدهم وهؤلاء يرقصون والنساء في الجهة الثانية تخرج الأصوات وتخرج الزغاريد على زعمهم فلما انتهى الفصل الأول خرجت فتبعني مؤذن المسجد قال ماذا رأيت قلت إذا كان هناك في الحياة أشرار سيدخلون النار فهؤلاء أول من هم من الأشرار وهم من سيدخلون النار قال الله أكبر تتكلم على أولياء الله قلت الله أكبر ولله الحمد من الذي جعلهم أولياء الله وهم أولياء الشيطان وبيني وبينكم الموعظة الآتية لنتكلم عن هذا الضلال. وكان ما كان مما ستر الله علي بعد ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015