زاد الإمام أحمد في المسند في روايته والإمام النسائي في السنن في روايتهما عن أبي هريرة رضي الله عنه: (غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر) وهذه الزيادة رُويت في "تاريخ بغداد" بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال: " من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر".
وانظروا الحديث إخوتي الكرام في تاريخ بغداد في الجزء 6/128 وإسناد الحديث صحيح. وقد صحح الإمام المنذري في الترغيب والترهيب هذه الزيادة وصححها الحافظ ابن حجر في كتابين من كتبه في فتح الباري، وفي الخصال المكفرة للذنوب المتقدمة والمتأخرة وقد نص على تصحيحها شيخ الإسلام أيضاً الإمام الهيثمي في مجمع الزوائد وعليه ما قاله بعض الناس في هذه الأيام من أن هذه الزيادة شاذة قول شاذ لا يعول عليه فالشذوذ يكون عندما تتخالف الروايتان ولا يمكن الجمع بينهما وأما إذا حفظ الثقة ما لم يحفظ غيره وضبط مالم يضبط غيره فهذه زيادة ثقة وهي مقبولة معتبرة عند أئمتنا الكرام فمن صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.. ولا يشكلن عليك هذه الزيادة: وما تأخر كيف ستغفر للإنسان الذنوب المتأخرة؟! لا إشكال، وقد وضح أمير المؤمنين في هذا الحديث لحافظ ابن حجر عليه رحمة الله معنى هذه الزيادة بأمرين معتبرين:
أولهما: أن من قُبل صومه في هذا الشهر الكريم يحفظ من معصية رب العالمين بعد ذلك "غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر" غفرت له الذنوب المتقدمة وصار في حفظ من الله ورعايته في الأيام المستقبلة فلا يقع في ذنب ولا يصدر منه عيب.
والمعنى الثاني: وهو أيضاً ثابت صحيح لو قدر أنه وقع في شيء من الزلل مما لاتنفك عند طبيعة البشر فإن ذلك يقع مكفراً مغفوراً بفضل الله ورحمة الله عز وجل (غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر) .