إخوتي الكرام: هذه البدعة ينبغي أن نحذرها وغربة الدنيا أيسر من عذاب الآخرة وقد خشي علينا نبينا صلى الله عليه وسلم أن نقع في الشبهات وهي البدع والأهواء الرديات كما خشي علينا أن نرتع في الشهوات والشيطان يصول ويجول ويقبل ويدبر ويكر على القلوب في كل وقت ليوقعها في شهوة أو في شبهة وهما منبع كل آفة.
ثبت في مسند الإمام أحمد ومسند البزار والحديث رواه الطبراني في معاجمه الثلاثة –الصغير والأوسط والكبير – وإسناد الحديث صحيح من رواية أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه وأرضاه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنما أخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى " وهي الشبهة والبدع، شهوة وشبهة.
إخوتي الكرام: وهذا التغير الذي طرأ كما قلت على هذه الأمة والبدعة التي انتشرت فيها سأفصل الكلام في إشارة نبينا عليه الصلاة والسلام إلى ما سيقع في هذه الأمة من تغير وأبين أقوال الصحابة الكرام وأقوال السلف رضي الله عنهم أجمعين في الموعظة الآتية إن شاء الله تعالى قبل أن ننتقل إلى المبحث الثالث في أقسام البدعة بعون الله.
إخوتي الكرام: لكنني أريد أن أقول مهما انتشرت البدعة وعمت المخترعات والحوادث والأهاء فلن تخلو الأرض من طائفة على الحق ظاهرة لا يضرها من خالفها ولا من خذلها حتى يأتي أمر الله. نسأل الله أن يجعلنا منهم بمنه وكرمه وفضله وجوده وإحسانه إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.