وأبو إسحاق الحربي رحمه الله صاحب كتاب الغريب في الحدث الإمام المتواضع العابد القانت لما قال له بعض تلاميذه بلغه عن بعض تلاميذه أنهم يفضلونه على الإمام أحمد دعاهم وقال: "تفضلونني على من لا أُشبهه والله لا أحدّثكم بعد ذلك فلا تعودوا إليّ "انظروا لهذا الإنصاف وهذه الديانة تفضلونني على الإمام أحمد ولا أشبهه ليس بين وبينه شبه، وهو النجم العالي ونحن في السافل ثم أنتم تفضلونني عليه. والله لا أحدثكم أبداً، ولما دخل على القاضي الصالح إسماعيل قال محمد بن يوسف أحد القضاة فأخذ حذاء أبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي ومسحه وهو القاضي في زمانه فقال له أعزّك الله في الدنيا والآخرة فلما مات محمد بن يوسف القاضي رحمه الله وهو غير أبي يوسف صاحب أبي حنيفة رضي الله عنهم أجمعين رئى في النوم بعد موته وهو في خالة حسنة فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: أعزني الله تعالى في الدنيا والآخرة بدعوة الشيخ الصالح أبي إسحاق " أعزّك الله في الدنيا والآخرة " هذا هو الغريب الذي كان بين قوم صالحين يساعده على الأمر بالمعروف ويؤازره على النهي عن المنكر ويساعده في أمور الحياة ثم فارقوه وبقي بمفرده حقيقة هذا هو الغريب.
إخوتي الكرام: أئمتنا تتابعوا على هذا القول الذي يبينون فيه إن المتمسك بالسنة غريب غريب يقول أبو بكر بن عياش وأثره مروي في تلبس إبليس للإمام ابن الجوزي وفي شرح أصول أهل السنة للإمام اللالكائي أبو بكر بن أبي عياش (ت194هـ) وحديثه في الكتب الستة من الأئمة الصالحين الربانيين كان يقول: "أهل السنة في الإسلام كأهل الإسلام بين سائر أهل الأديان " أي هؤلاء غرباء كما أن المسلم غريب عند اليهود والنصارى السني غريب عند أهل الإسلام أهل السنة في الإسلام كأهل الإسلام عند سائر أهل الأديان".