إخوتي الكرام: إن الملك الذي كان عليه نبينا عليه الصلاة والسلام سار عليه سلفنا الكرام تغير فيما جاء بعد ذلك الوقت من أزمان ولما آل إليه الأمر إلى زمن الإمام المبجل أحمد بن حنبل وكثرت البدع والحوادث كان يقول كما نقل عنه تلميذه الخلال في كتابه "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" ص113 يقول إمام أهل السنة عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا "إذا رأيتم شيئاً مستقيماً فتعجبوا" تكدرت الأحوال بعد ذلك وانحرف الناس عن سنة الهدى وتبعوا البدع والردى وصار ما عليه الناس أهواء وبدعة والسنة قليلة غريبة بين الناس فإذا رأيتم شيئاً مستقيماً فتعجبوا إذا رأيتم شيئاً مستوياً فتعجبوا.
وكان أئمتنا الكرام رحمهم الله يوصون بالعطف على أهل السنة في كل وقت فهم حقيقة غرباء بين الناس. يقول سفيان الثوري رحمه الله كما في تلبيس إبليس وكتاب شرح أصول أهل السنة للإمام اللالكائي يقول: "استوصوا بأهل السنة خيراً ساعدوهم وأعينوهم فإنهم غرباء" نعم إنهم غرباء.