إخوتي الكرام: والآثار في ذلك كثيرة عن سلفنا الكرام فها أيضاً ما ثبت عن سيد المسلمين في زمانه سفيان الثوري أنه كان يقول: "البدعة احب إلى إبليس من المعصية " وسفيان الثوري هو سيد المسلمين في زمانه توفي سنة 161هـ حديثه مخرج في الكتب الستة وهذا الأثر عنه يرويه الإمام ابن الجوزي في تلبيس إبليس واللالكائي في شرح أصول أهل السنة والجماعة البدعة أحب إلى إبليس من المعصية. ثم علل ذلك فقال: المعصية يُتاب منها والبدعة لا يتاب منها لأن المبتدع يزعم أنه على هدى وأنه يعبد مولاه وهو في واقع الأمر يعبد هواه ولذلك يؤثر الشيطان إيقاع الناس في البدعة على إيقاعهم في المعصية فالبدعة معصية لكن المبتدع يزعم أنه طائع لربه وهو يعبد الشيطان البدعة أحب إلى إبليس من المعصية لأن البدعة لايتاب منها والمعصية يتاب منها.
هكذا كما قلت إخوتي الكرام تتابعت النصوص عن سلفنا الكرام في التحذير من البدعة وهذا العبد الصالح أيوب السختياني توفي سنة 131هـ وحديثه مخرج في الكتب الستة وهو من شيوخ أهل السنة الكبار يقول: "ما ازداد عبد في البدعة اجتهاداً إلا ازداد من الله ابتعاداً " وهذا الأثر يرويه الإمام ابن الجوزي عنه وهكذا ابن وضاح في كتاب ذم البدعة "ما ازداد عبد في البدعة اجتهاداً يعبد الله على رأيه على هواه إلا ازداد من الله ابتعاداً" ولذلك من حفظ من البدعة فليحمد الله وكان سيد المسلمين في زمانه الإمام في التفسير وفي الفقه وفي الزهد وفي الورع والعبادة أبو الحجاج مجاهد بن جبر (ت102هـ/103هـ/104هـ) وحديثه في الكتب الستة وكان يقول "ما أدري أي النعمتين عليّ اعظم، أن هداني الله للإسلام أو حفظني من الأهواء والأوهام.