إخوتي الكرام: إن ديننا يقوم على دعامتين اثنتين وعلى ركنين ركينين أحدهما: إخلاص لربنا وثانيهما: اقتداء بنبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه وهذان الركنان الركينان والدعامتان المتينتان هما مدلول كلمة التوحيد في الإسلام لا إله إلا الله محمد رسول الله، لا إله إلا الله إخلاصنا لربنا وعبادتنا له وحده لا شريك له محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام إقتداؤنا بنبينا وإتباعنا له فمعبودنا هو الرحمن وإمامنا هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ودين الله من أوله لآخره يقوم على هاتين الدعامتين كما أشار إلى ذلك الإمام ابن القيم عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فقال دين الله منحصر في هاتين الجملتين إياك أريد بما تريد إياك أريد فمن لمن يرد الله المجيد سبحانه وتعالى بأفعاله وبحركاته وسكناته فهو من أهل الشرك والرياء ومن لم يتبع خاتم الأنبياء على نبينا وعلى آله وصحبه صلوات الله وسلامه فهو من أهل الزيغ والابتداع والأهواء فلابد من إخلاصٍ لله عز وجل ومتابعة لنبيه عليه الصلاة والسلام.

إخوتي الكرام: فكل من انحرف عن اتباع نبينا عليه الصلاة والسلام فهو مبتدع فهو صاحب زيغ وهوى سواء فرّط أو أفرط كما تقدم معنا في تعريف البدعة.

إخوتي الكرام: وقد جاءت نصوص القرآن تأمرنا باتباع نبينا عليه الصلاة والسلام وتحذرنا من مخالفته وتتابعت الأحاديث التي تقرر هذا الأمر كما تتابع أئمتنا الكرام على وصية هذه الأمة بهذا الأمر.

أما آيات القرآن التي تأمرنا بطاعة نبينا عليه الصلاة والسلام لئلا نكون من المبتدعين اللئام فهي كثيرة كثيرة وقد كنت ذكرت بعضها فيما تقدم في أول موعظة عند ذكر البدعة وأحاول في هذه الموعظة أن أذكر شيئا لم يتقد ذكره بعون الله جل وعلا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015