أولهما: أن من أسماء الله الجليل "الهادي" وهذا الاسم المبارك شامل لجميع أنواع الهدايات، وأعلا تلك الهدايات وأكملها، وأعظمها وأكرمها هدايته من اصطفاه وشرح صدره لمعرفته حتى استدل بتلك المعرفة عليه، وعلى صفاته، وأفعاله – جل جلاله – ولا إله غيره.

... فهو الذي هدى قلوب الصادقين إلى معرفته به، وشرح نفوسهم إلى طاعته، وجعل قرة أعينهم بحلاوة مناجاته.

... قال الإمام الغزالي – عليه رحمة الرب الباري – الهادي، هو: الذي هدى خواص عباده أولا ً إلى معرفة ذاته، حتى استشهدوا بها على معرفة ذاته، وهدى كل مخلوق إلى ما لا بد منه في قضاء حاجاته، فهدى الطفل إلى التقام الثدي عند انفصاله، والفرخ إلى التقاط الحب وقت خروجه، والنحل إلى بناء بيته على شكل التسديس لكونه أوفق الأشكال لبدنه وأحوالها , أبعدها عن أن يتخللها فُرج ضائعة، وشرح ذلك مما يطول، وعنه عبر قول الله – تبارك وتعالى –: {الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} طه50، وقوله – جل جلاله –: {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى} (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015