كنا نتدارس صفات الرجال الذين يعمرون بيوت ذي العزة والجلال وكنا نتدارس الصفة الرابعة من صفاتهم، وقد تكلمت على قسم منها وسأرجئ بقية الكلام عليها إلى ما بعد عيد الأضحى المبارك إن أحيانا الله ومد في حياتنا وأما هذه الموعظة والتي بعدها ستكونان فيما يتعلق في الأيام المقبلة الآتية المباركة التي سنستقبلها في وسط الأسبوع الآتي، آلا وهي عشر ذي الحجة وما يكون بعد ذلك في اليوم العاشر، وفي أيام التشريق.
إخوتي الكرام: حقيقة ينبغي أن نتكلم على أحكام هذه الأيام وعلى فضائلها لنغتنمها، ونكون على بينة من أمرنا وإذا كانت البلاغة حالها كما يقول علماؤنا الكرام مطابقة المقال لمقتضى الحال، فمن المعيب فينا حقاً أن نترك الكلام عن هذه الأيام لنتدارس غيرها، ولذلك ستكون موعظتنا هذه المباركة والتي بعدها كما قلت: في ما يكون في أيام العشر من أحكام، وفيما لها من فضائل.
إخوتي الكرام: أيام العشر أعني عشر ذي الحجة أيام عظيمة مباركة عند الله جل وعلا لا يوجد يوم من أيام السنة يعدلها عند الله فضيلة ورفعة، وقد أقسم الله جل وعلا بليالي هذه الأيام، وحصلت الفضيلة لليالي تبعاً لفضيلة الأيام فكم هي فضيلة الأيام يقول ذو الجلال والإكرام في سورة الفجر: (والفجر وليال عشر والشفع والوتر. والليل إذا يسر. هل في ذلك قسم لذي حجر) .