ثبت في رواية البزار أن الذي طلع هو سعد وإذا كان من الأنصار فتحمل هذه الرواية على أنه سعد ابن معاذ وسيأتينا أيضاً في رواية أنه سعد ابن مالك فهو في الرواية الثانية كما سأوضح فهو سعد ابن أبي وقاص، وأما في هذه الرواية فقد صرح بأنه من الأنصار، قال أنس ابن مالك (فقام عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهم أجمعين إلى هذا الأنصاري وقال له حصل بين والدي ملاحاه خصومة وقد أقسمت ألا أبيت عنده وألا أكون عنده ثلاثة أيام فإن شئت أن تضيفني فعلت وإنما أراد بهذا الكلام أن يتوصل إلى ما يفعله هذا الإنسان ثم سيخبره بحقيقة الأمر وليس ذلك من باب الكذب إذا بين بعد ذلك في نهاية الأمر، إنما أراد أن يتوصل إلى مقصود تولى بهذا الكلام ثم وضع حقيقة كلامه فقال له هذا الأنصاري) ، نعم رضي الله عنهم أجمعين (يقول فذهبت إلى بيته فوضع فراشه بجوار فراشي فنام ورأيته إذا تعار من الليل يسبح الله ويحمده ويكبره سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر وما كان يفعل غير هذا حتى إذا صار قبيل الفجر قام وذهب بعد ذلك إلى مسجد النبي عليه الصلاة والسلام فلما مضت الأيام الثلاثة وكدت أن أحتقر عمله قلت يا عبد الله ماذا تفعل قال هو ما رأيت فقال عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهم أجمعين ما بين والدي وبيني ملاحاه ولكن أخبرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - من ثلاثة أيام بأنك من أهل الجنة فأردت أن أعلم ما تفعل لأعمله، قال هو ما رأيت) يقول فلما قفيت ووليت ناداني فقال أخبرك ليس في قلبي غش لأحد من عباد الله ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه) لا غش ولا حسد، (فقال عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهم أجمعين بهذه بلغت وهي التي لا نطيق ليس في قلبه غش لمسلم ولا حسد على خير أعطاه الله إياه، هذا من سلامة الإيمان وصدق الإنسان في إيمانه، فهنيئاً له عند خاتمته.