نعم لقد نزل النفاق على قوم كانوا خيراً منكم ثم تابوا فتاب الله عليهم ومن تاب تاب الله عليه ومن لم يتب فحاله على نفاقه وفي ضلاله، والله يقول في كتابه في سورة الفاضحة، براءة، التوبة {وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذابٍ عظيم} قد ثبت في مسند الإمام أحمد وصححه مسلم ومسند أبي داود الطيالسي من رواية حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: [في أصحابي اثنا عشر منافقاً لا يدخلون الجنة ولا يرون ريحها حتى يلج الجمل في سم الخياط] ، والحديث في صحيح مسلم في أصحابي [اثنا عشر منافقاً لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها حتى يلج الجمل في سم الخياط] فكيف سيكون حال من بعدهم؟
إن النفاق بعد العصر الأول أخبث من النفاق في العصر الأول كما يقول حذيفة بن اليمان رضي الله عنهم أجمعين، والأثر في صحيح البخاري يقول المنافقون اليوم شر منهم على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا لم قال كانوا يومئذ يسرون وهم اليوم يجهرون، نعم إن الذي يظهر الإيمان في هذه الأيام ثم يأتي بما ينقض به إيمانه عن طريق الكلام الباطل الذي يلوكه بلسانه، إن هذا إظهار للنفاق وقد كان المنافقون في العصر الأول يكتمون نفاقهم وهو في قلوبهم والله فضحهم فهو يعلم السر وأخفى، وأما المنافقون في هذا العصر فيظهرون نفاقهم على ألسنتهم ويتهجمون على دين الله صباح مساء وهم مع ذلك يزعمون أنهم يقرءون القرآن وأنهم بعد ذلك يقومون بشعائر الإسلام لكنهم ينقضون دين الرحمن، إن المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - كانوا المنافقون في زمن النبي عليه الصلاة والسلام يسرون نفاقهم والمنافقون في أزماننا يظهرون نفاقهم.