إخوتي الكرام، إذا قام بعض الناس ببعض شعائر الإسلام وهكذا وجد له خيرات وإحسان ثم بعد ذلك اعتقد في قلبه تلك الضلالات والآثام فلا يرى وجوب طاعة نبينا عليه الصلاة والسلام في جميع الأمور ويرى أن خيره كخبر غيره فلا شك في كفره ونفاقه وإن صام وصلى وحج واعتمر وزعم أنه مسلم وقد أشار نبينا - صلى الله عليه وسلم - إلى هذا وأخبرنا أنه يخشى علينا من هذا الصنف اللعين الذي يظهر الإيمان لكن يأتي بما ينقضه في قلبه على التمام فليس له عند الله وزن ولا اعتبار لكن يحصل به الاغترار في هذه الحياة من قبل بعض الناس الذين لا يعون حقائق الأمور أشار نبينا - صلى الله عليه وسلم - إلى هذا وأخبرنا أنه يخشى على أمته من هذا الصنف الذين يظهرون الإيمان ويبطنون النفاق ويبطنون الكفر هذا حال المنافقين النفاق الأكبر.
ثبت في مسند البزار ومعجم الطبراني الكبير والإسناد رجاله موثقون كما قال الإمام الهيثمي في المجمع وقال الإمام المنذري في الترغيب والترهيب إسناده لا بأس به، والحديث من رواية عمران بن حصين رضي الله عنهما والحديث رواه الإمام أحمد أيضاً والبزار وأبو يعلى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين وإسناد الحديث أيضاً لا بأس به وهو في درجة الحسن، ورواه الطبراني في معجمه الأوسط والصغير من رواية عليّ رضي الله عنهم أجمعين، لكن في الإسناد في رواية على الحارث الأعور وهو ضعيف كما قرر أئمتنا الكرام.
أما حديث عمران وحديث عمر رضي الله عنهما فكما قلت صحيحان وهما يشهدان لحديث عليّ ولفظ الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام: [إني أخاف عليكم إني أخشى عليكم] وفي رواية [أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان] منافق لكنه ينتمي إلى الإسلام ويقرأ القرآن ويرى بعد ذلك في قلبه عدم وجوب طاعة النبي عليه الصلاة والسلام ويُحَكِّم أنظمة الكفر ويحتكم إليه، [إنما أخشى عليكم إني أخاف عليكم، أخوف ما أخاف عليكم كل منافق عليم اللسان] .