إن الأمر كما قال شيخ الإسلام أيوب السختياني عليه رحمة الله عندما قال لا خبيث أخبث من قارئ فاجر نحن أمة نعتنا الله بأننا نؤمن به ونعمل الصالحات ونتواصى بالحق ونتواصى بالصبر لسنا بأمة نضلل عباد الله ونطرى العصاة بما نهانا عنه الله وهذا إذا فعل بغير بيوت الله لكان معيباً فكيف إذا فعل في بيوت الله إن الأمر كما قلت عجيبٌ عجيب وما أعلم لزماننا نظيراً ما أعلم له مثيلاً انظروا إلى العقوبة التي يتوعد الله بها من يرضى أن يمدح بالباطل بما لم يفعله بالخيرات والصالحات.
يقول الله جل وعلا في آخر ربع من سورة آل عمران: "لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم". والآية نازلة في المنافقين وفي اليهود كما نقل عن سلفنا الطيبين لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا أي من المعاصي والضلال الإضلال عضوا ذا العزة والجلال ثم بعد ذلك فرحوا إذا مدحوا بأنهم على خير وصلاح أما كفاكم ضلالاً لا أنكم عصيتم الله ثم تريدون لقب ولاية الله والله ماطع الشيطان بهذا وشياطين الإنس في هذه الأيام كيف وصل الضلال بذلك الذي يلوث المنابر فيقول فيها هذا الكلام الباطل لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم فهذا هو حق الممدوح فكيف ستكون العقوبة في حق المادح الذي باع دينه بدنا غيره وضلل غيره وما نصحه وما اتقى الله فيه.