هذا الجزاء لهم في نار جهنم وكلما خبت خف لهيبها زادهم الله عذابا كما قال هناك في سورة النساء: {كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب} ؛ لأنهم كذبوا بآيات الله وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا سبحان الله الذي خلقكم من العدم ألا يستطيع أن يعيدكم بعد ذلك إذا تفتت هذه الأبدان بلى إنه على كل شيء قدير قل كونوا حجارة أو حديدا تحولوا إلى شيء لا يقبل الحياة على حسب الظاهر عندكم أو خلقا مما يكبر في صدوركم فصيروا السموات بنفسها أو تحولوا إلى الموت بحقيقته لو أن البشر كانوا موتى لأحياهم الله والله على كل شيء قدير وأقصد موتى أي صفة الموت لو أنهم صاروا هم الموت بعينه لأحياهم الله فكيف إذا تفتت الأبدان وهكذا يقول الله في سورة الحج: {هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم * يصهر به ما في بطونهم والجلود * ولهم مقامع من حديد * كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق *} .
هذا جزاء الكافرين عند رب العالمين سبحانه وتعالى إخوتي الكرام من اتصف بهذا الكفر له هذا الجزاء ولا يقبل منه عمل يقول الله عز وجل في سورة فاطر: {والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور * وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير*} .
وهكذا قول الله في سورة الأحزاب: {إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا * خالدين فيها أبد لا يجدون وليا ولا نصيرا * يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا * وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا * ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا *} .
والوصف الثاني: